للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"والتسبيح" في العربية: هو أن يقول: سبحان اللَّه سبحان اللَّه، وسبحت اللَّه أسبحه تسبيحًا، هذا هو الأصل، ثم إنه أطلق على صلاة النافلة خاصة دون الفريضة، فقالوا: الصلاة النافلة، سبحة، وسبح المصلي: إذا صلى نافلة، إنما سميت سبحة لما فيها من التسبيح والدعاء، وإن كان ذلك أيضًا موجودًا في الفرض وجوده في النافلة، ولكنهم جعلوه خاصًّا بالنافلة وَضْعًا واصطلاحًا.

"والمكتوبة": صلاة الفريضة، يعني أنها كتبت على الإنسان كما يكتب عليه الحق.

"والأسوة": بكسر الهمزة وضمها: القدوة، تقول: لك في فلان أسوة أي قدوة، وأصله من المواساة المشاركة في الشيء، والتأسي التعزي عن المصاب، وجمع الأسوة إسّى وأُسّى بالكسر والضم.

والذي ذهب إليه الشافعي: أن المتنفل في السفر لا يخلو من أحد أمرين إما أن يكون ماشيًا، أو راكبًا.

فإن كان ماشيًا: وجب عليه التوجه إلى القبلة في ثلاثة أحوال في الافتتاح، وإذا ركع، وإذا سجد، وما عدا هذه الأحوال الثلاث فيجوز له أن يتوجه فيها إلى جهة سفره ومقصده، أي جهة كانت.

فأما إن كان راكبًا: فلا يخلو أن يكون في محفة (١)، أو ما يشابهها مما يمكنه أن يتحول فيه من جهة إلى جهة، وحينئذ يتوجه فيها إلى القبلة، ويصلي قاعدًا ويركع ويسجد، فإن كان راكبًا على راحلة، أو قتب (٢)، أو مركب ضيق، أو سرج، أو ما أشبه ذلك، فإن [كانت] (٣) الدابة واقفة؛ فإما أن تكون مقطورة


(١) رَحْلٌ يحف بثوب ثم تركب فيه المرأة، وقيل: المحفة مركب كالهودج إلا أن الهودج يقبب والمحفة لا تقبب اللسان مادة: حفف.
(٢) هو إكاف البعير، وهو رحل صغير على قدر السنام. اللسان مادة: قتب.
(٣) بالأصل [كان] والجاده ما أثبتناه وكذا ذكر المصنف بعد قليل.

<<  <  ج: ص:  >  >>