للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سليمان قال: حدثني إسماعيل بن حماد، عن أبي خالد الوالبي، عن ابن عباس قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفتتح صلاته: بسم اللَّه الرحمن الرحيم.

والباء في "بسم اللَّه" إما للابتداء، أو للاستعانة، أو للملابسة التقدير: ابتدأت باسم اللَّه، أو استعنت على قراءتي باسم اللَّه، أو قرأت متبركًا ملتبسًا باسم اللَّه.

ثم لما كثر الاستعمال وصارت الباء كأنها من نفس الكلمة حتى أنه احتاج لّما أراد أن يعدي الافتتاح إلى البسملة في قوله: "كان يفتتح الصلاة" أدخل بالتعدية على "بسم اللَّه" كما هي والباء فيها فصارت ببسم اللَّه؛ فجمع بين بائين زائدتن؛ وإنما حسن له ذلك كثرة الاستعمال؛ وَإِلْف الأسماع لها مقترنة بها غير عارية منها؛ حتى إنهم لكثرة مصاحبتها في الأسماع لما صرَّفوا من اللفظ كلمة، صرفوا من الباء والاسم واللَّه جميعًا، فقالوا: البسملة وإلا فالقياس أنه كان يقول: يفتتح الصلاة "ببسم اللَّه الرحمن الرحيم".

وأخبرنا الشافعي: عن مسلم وعبد المجيد عن [عن] (١) بن جريج، عن نافع، عن ابن عمر أنه كان لايدع بسم اللَّه الرحمن الرحيم لأم القرآن والسورة التي بعدها.

هذا الحديث هكذا أخرجه الشافعي من رواية ابن جريج، عن نافع (٢).

وقد رواه كذلك عبيد وعبد اللَّه ابنا عمر، وجويرية بن أسماء، وأسامة بن زيد وغيرهم، عن نافع، عن ابن عمر.

وفي رواية عبيد اللَّه: بيان جهره بها في الفاتحة والسورة جميعًا.


= هذا الحديث لا يرويه غير معتمر، وهو غير محفوظ، وأبو خالد: مجهول.
قلت: وعزاه المزي في التحفة (٥/ ٢٦٥) إلى أبي داود، وقال أبو داود: ضعيف.
(١) من مطبوعة المسند.
(٢) أخرجه في الأم (١/ ١٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>