للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في الفجر: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ}.

وأما الترمذي: فأخرجه عن هناد، عن وكيع، عن مسعر وسفيان، عن زياد بن علاقة، وذكر الحديث.

وأما النسائي: فأخرجه عن إسماعيل بن مسعود ومحمد بن عبد الأعلى، عن خالد، عن شعبة، عن زياد، عن عمه قال: صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبح فقرأ في إحدى الركعتين {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ}.

قال شعبة: فلقيه في السوق في الزحام فقال: "ق".

"الباسق": العالي، بسق النخل بُسُوقًا إذا طال وعلا.

ولم يرد أنه قرأ بهذه الآية التي هي {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ} وإنما أراد أنه قرأ سورة "ق" التي فيها {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ} بدليل قول الشافعي: يعني بقاف أي سورة "ق" وكذلك جاء في رواية مسلم والنسائي.

وإعراب "باسقات" وإن كان في اللفظ جرًّا فإنه في موضع نصب؛ لأنه في موضع الحال من النخل.

و"النخل" منصوب عطفًا على ما قبله.

وعلامة جمع التأنيث السالم في النصب والجر تقول: رأيت الهنداتِ، كما تقول: مررت بالهنداتِ، ولما كان "باسقاتٍ" جمع باسقة أي نخلةٍ باسقةٍ جرى كذلك.

و"طلع النخل": معروف.

و"النضيد": المنضود وهو الموصوف من قولك: نضدت المتاع إذا جعلت بعضه فوق بعض.

والذي ذهب إليه الشافعي قال: أحب أن يقرأ المصلي بعد أم القرآن سورة من القرآن وإن قرأ بعض سورة أجزأه.

<<  <  ج: ص:  >  >>