للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصلوات التي عرفها المخاطب؛ وعرف مقدار ركعاتها وأسمائها، وإنما كان جاهلاً بأوقاتها.

فلذلك جمع بين هذين اللفظين في البيان، ليكون كل واحد منهما واردًا على من يختص به من المخاطبين، فإن لفظة "كذا" مبهمة يشار بها إلى كل مسمى لا يفصح باسمه.

فوقعت في اللفظة (١) الأول على العدد، وفي الثاني على اسم الصلاة.

وقوله: "ونحن شببة متقاربون" يريد التقارب في الأعمار لا يكبر أحدنا الآخر بكثير.

وقد جاء في رواية أبي داود قال: "يومئذٍ متقاربون في العلم" وقال في روايته الأخرى: "في القراءة".

وقوله: "فلما ظن أنا قد اشتقنا إلى أهلنا" يجوز أن يكون الظن هاهنا على بابه، ويجوز أن يكون بمعنى العلم وهو الأشبه لأنه - صلى الله عليه وسلم - قد علم منهم ميلهم إلى أوطانهم.

والشوق والاشتياق: نزاع النفس إلى الشيء وطلبها وإياه (٢) تقول: شاقني الشيء يشوقني، واشتقته، واشتقت إليه بمعنًى.

والأهلون: جمع أهل وإنما جمع بالواو والنون لأن الأهل يقع على الذكر والأنثى فغلب الذكر، وقد جاء في الشعر مطلقًا على الأناسي قال الشنفري (٣):

ولى دُونَكم أهْلُونَ سيدُ عَملَّس ... وأَرْقَطُ ذُهْلُولٌ وعرفَاء جيأَلُ


(١) كذا بالأصل، والأحسن: اللفظ.
(٢) كذا بالأصل، والظاهر أن الواو زائدة وانظر اللسان مادة شوق.
(٣) وانظر منحة الجليل بتحقيق ابن عقيل للعلامة: محمد محيى الدين عبد الحميد (١/ ٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>