للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد جاء في رواية البخاري "فتان ثلاث مرات" بغير ألف وهو مرفوع لأنه خبر مبتدأ محذوف تقديره: هو فتان أو أنت فتان أو هذا فتان ونحو ذلك.

وقوله: "فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -" يجوز أن يكون ذكر فعلًا لم يسم فاعله؛ وفعلًا مسمى الفاعل وفاعله مضمر فيه، وعلى كلا الحالين يجوز أن يكون الذاكر معاذًا أو الرجل المنفرد عن الجماعة.

وقد جاء ذلك مصرحًا به في باقي روايات الحديث، فتارة أضيف إعلام النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى معاذ.

وقوله في الرواية الثانية: "فذكرت ذلك لعمرو فقال نحو هذا" يريد بهذا القول ما جاء مصرحًا به في رواية البخاري ومسلم وغيرهما؛ من تعداد السور التي سماها في الحديث.

وتقول: نلت من فلان إذا سمعته وقبحت ذكره، وأصله من نال فلان خيرًا وشرًّا ينال نيلًا إذا أصاب.

"والتناول": أخذ أعراض الناس من تناولت الشيء إذا أخذته.

"والناضح": البعير يسقى عليه، والأنثى ناضحة والجمع نواضح.

وجنح الليل يجنح: إذا أقبل، وجنح الليل أول إظلامه.

وقوله: "فلولا صليت إلى فتلا ... " وقد تقدم بيان ذلك مستقصى.

والنفاق: ضد الإخلاص وهو أن يظهر شيئًا ويخفي خلافه، وهذه التسمية إسلامية لم تكن معروفة عند العرب؛ وإن كان أصلها معروفًا؛ لأنه مأخوذ من "النافقاء" وهو أحد حجر اليربوع فإنه يعدله حجر آخر يسمى القاصعاء، فإذا طلب من حجر هرب إلى آخر تقول: نافق الرجل ينافق منافقة ونفاقًا فهو منافق.

وقوله في رواية مسلم: "أتريد أن تكون فتانًا يا معاذ" ألطف خطابًا من قوله: "أفتان أنت" وأرفق وإن كان أرسخ في باب الفتنة وأثبت.

أما وجه لطفها ورفقها: فإنه قال في الأولى: "أفتان أنت" فأثبت له وصف الفتنة مصرحًا به، ومقررًا أن هذا الفعل الذي فعلته حتى نفر هذا المصلي؛ فعل

<<  <  ج: ص:  >  >>