للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد روى المزني: عن الشافعي، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن كريب، عن ابن عباس قال (١):

"إنه بات عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة خالته ميمونة، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فتوضأ من شنة معلقة فوصف وضوءه وجعل يقلله بيده، ثم قام ابن عباس فصنع مثل ما صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ثم جئت فقمت عن شماله فأخذني فجعلني عن يمينه، فصلى ثم اضطجع فنام حتى نفخ، ثم أتى بلال فآذنه بالصبح فصلى ولم يتوضأ".

قال سفيان: لأنه بلغنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينام عيناه ولا ينام قلبه.

"بات" فلان يبيت وبيات: إذا جن عليه الليل وسواء كان يقظان أو نائمًا، تقول: بات يفعل كذا: إذا فعله ليلاً، كما تقول: ظل يفعل كذا إذا فعله نهارًا.

"والاضطجاع": افتعال من الضجعة تقول: ضجع الرجل يضجع ضجعًا وضجوعًا فهو ضاجع: إذا وضع جنبه إلى الأرض وسواء كان يقظان أو نائمًا.

وفي افتعل من هذا اللفظ للعرب مذهبان:

أحدهما: تقلب التاء طاء لمكان الضاد فتقول: اضطجع.

والثاني: تدعم التاء في الضاد لقرب ما بينهما، فتقول: اضجع ولا تقول: اطجع لأن الضاد لا تدغم في الطاء.

"والوسادة": المخدة.

ويريد بأهل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زوجته ميمونة.

"وانتصف": افتعل من النصف.

والتعريف في العشر الآيات على خلاف ما ذهب إليه نحاة البصرة، وقد


(١) بالأصل ذكر بعد هذا الإسناد لفظ الترمذي السابق ولعله انتقال نظر من الناسخ، وبحذف هذا التكرار يستقيم السياق وقد أخرجه المزني كما في السنن المأثورة رقم (٥٤) وعنه البيهقي في المعرفة (٥٧٨٧) بهذا السياق كما نقل المصنف.

<<  <  ج: ص:  >  >>