للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"واللام" في "لطعام" بمعنى إلى؛ لأن الدعاء إنما يتعدى بإلى، ويجوز أن يكون لام أجل: أي دعته إليها لأجل طعام صنعته.

"والفاء" في قوله: "فلأصلي" فاء التعقيب، واللام التي فيها لام التعليل وهي لام كي، كما تقول: أكرم زيدًا لأكرمك، فجعلت إكرامك له متعلقًا بإكرامه زيدا، ثم أدخل عليها الفاء ليدل على أن الفعل الذي دخل عليه اللام، يتعقب ما قبله ولا يتأخر عنه.

إلا أن الفاء تحتاج إلى معطوف عليه، وليس في الكلام قبلها مذكور يعطف عليه، فيحتاج إلى تقدير محذوف كأنه قال: قوموا لأقوم فلأصلي لكم.

"والصف": مصدر صف يصف صفًّا وهو اسم لواحد الصفوف وقد روى "فصففت أنا واليتيم" فصففت لما لم يسم فاعله وهو أحسن، لأن الفعل متعد وإذا فتحته استدعى مفعولًا وليس في اللفظ مفعول، وإذا ضممته كان المفعول مستترًا فيه.

وفي رواية "فيه".

وفي رواية الشافعي "خلفه".

وفي روايات الباقين "وراءه".

وهما بمعنى واحد إلا أن خلفًا آكد وأثبت في بابها من وراء، لأن وراء قد يقع على قدام كقوله تعالى: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} (١) أي قدامهم.

و"من" في قوله: "من ورائنا" لابتداء الغاية أي كان قيامها مبتدئا من ورائنا، أو هي بمعنى "في" أي كانت قائمة في الجهة التي هي الوراء، ويجوز أن تكون الوراء زائدة.

"واليتيم" الذي جاء ذكره في الحديث قيل: اسمه ضميرة أخو أنس.


(١) الكهف (٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>