للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -]

أخبرنا الشافعي -رضي الله عنه-: أخبرنا إبراهيم بن محمد، أخبرنا صفوان ابن سليم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كان يوم الجمعة فأكثروا الصلاة علي -وفي نسخة- يوم الجمعة وليلة الجمعة".

وأخبرنا الشافعي، أخبرنا إبراهيم بن محمد قال: أخبرني عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أكثروا من الصلاة عليّ يوم الجمعة".

هكذا جاء الحديث مرسلًا من هذين الطريقين؛ لأن صفوان وعبد الله بن عبد الرحمن تابعيان جليلا القدر سمعا أنس بن مالك ورويا عنه.

وعبد الله يكنى: أبا طوالة الأنصاري المديني، سمع منه مالك بن أنس.

و"كان" في هذا الحديث تامة لا تحتاج إلى خبر، المعنى: إذا وجد ووقع يوم الجمعة.

وقوله: "فأكثروا الصلاة علي" ما تحتاج إلى ضمير يعود إلى ضمير تقديره: فيه، ومثله قوله تعالى: {لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} (١) أي فيه.

والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - هي الدعاء له، والوارد في الصلاة عليه ألفاظ كثيرة وأشهرها: اللهم صل على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم.

وقد تقدم ذلك في حديث التحيات فليطلب منه.

قال الشافعي: قد بلغنا عن عبد الله بن أبي أوفى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أكثروا الصلاة علي في يوم الجمعة، فإني أبلغ وأسمع".

قال: وتضعف فيه الصدقة، وليس مما خلق الله من شيء فيما بين السماء


(١) البقرة: [٤٨، ١٢٣] وصدرها [واتقوا يوما ...]. وجاءت بالأصل على رفع: "يوم".

<<  <  ج: ص:  >  >>