للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَوْقُوتًا} (١) فبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الله تبارك وتعالى تلك المواقيت، فصلى

الصلوات لوقتها، فحوصر يوم الأحزاب فلم يقدر على الصلاة لوقتها فأخرها للعذر، حتى صلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء في مقامٍ واحد.

وذكر حديث أبي سعيد الخدري وقد تقدم ذكره في آخره.

وذلك قبل أن ينزل الله في صلاة الخوف {فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} (٢).

قال الشافعي: فبين الخدري أن ذلك قبل أن ينزل الله على النبي - صلى الله عليه وسلم - الآية التي ذكر فيها صلاة الخوف، وقال الله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ في الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} (٣) وقال {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ} (٤) الآية.

وذكر حديث صالح بن خوات ثم قال: فنسخ الله تعالى تأخير الصلاة عن وقتها في الخوف، بأن صلوها كما أنزل الله تعالى وسن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وقتها، ونسخ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنته في تأخيرها بفرض الله تعالى في كتابه ثم سنته حين صلاها في وقتها.

"وجاه" الشيء (بضم الواو بكسرها) وتجاهه (بالتاء المضمومة) كله بمعنى ما يقابله ويواجهه.

"وصفت الطائفة معه": يريد أنها صارت معه صفا تقول: صف بالقوم يصفون وصففتهم أنا فاصطفوا: إذا أقمتهم صفًا.

"ويوم ذات الرقاع": غزوة معروفة من غزوات النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي الغزوة السابعة من غزواته، وإنما سميت بذات الرقاع لما قاله أبو موسى الأشعري قال:


(١) النساء: [١٠٣].
(٢) البقرة: [٢٣٩].
(٣) النساء: [١٠١].
(٤) النساء: [١٠٢].

<<  <  ج: ص:  >  >>