للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"لقاب قوس أحدكم" أو "موضع سوط" يريد أن ما صغر في الجنة من المواضع خير من المواضع كلها من بساتينها وأرضها، فأخبر في هذا الحديث أن قصير الزمان وصغر المكان في الآخرة خير من طويل الزمان وكبر المكان (في الدنيا) (١) تزهيدًا فيها وتصغيرًا لها وترغيبًا في الجهاد بالغدوة والروحة فيه، ومقدار قوس المجاهد يعطيه الله في الآخرة أفضل من الدنيا وما فيها، فما ظنك بمن أتعب فيه نفسه وأنفق ماله (٢)؟

والقاب: القدر؛ قَالَ صاحب "العين": قاب القوس: قدر طولها (٣).

وقال الخطابي: هو ما بين السية والمقبض (٤). وعن مجاهد: قدر ذراع. والقوس: الذراع بلغة أزد شنوءة. وقال ابن عباس وسفيان: القوس: ذراع يقاس به. قَالَ مجاهد: في {قَابَ قَوْسَيْنِ}: أي قدر ذراعين (٥).

والأشهر أن القاب القدر، وكذلك القيب والقتيبة والقاد والقدى، وقال الداودي: قاب القوس ما بين الوتر والقوس، وقيد السَّوط قدره.

قَالَ في "المخصص": والقوس أنثى وتصغيرها بغير هاء. والجمع: أقواس وقياس وقِسِي وقِسْي (٦).


(١) من (ص ١).
(٢) نقله عن المهلب ابن بطال ٥/ ١٤.
(٣) "العين" ٥/ ٢٢٨ مادة: قوب.
(٤) "أعلام الحديث" ٢/ ١٣٥٧.
(٥) "تفسير مجاهد" ٢/ ٦٢٧، "المعجم الكبير" ١٢/ ١٠٣ (١٢٦٠٣).
(٦) "المخصص" ٢/ ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>