للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهنا فدعا عليهم أربعين صباحًا، وفي "المسند": قنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرين يومًا (١).

وقوله: (لقينا ربنا)، يقال: الأرواح يعرج بها إلى الله فتسجد له ثم يهبط بها؛ لمعاينة الملكين وتصير أرواح الشهداء إلى الجنة، وحديث جندب بن سفيان قال على أن كل ما أصيب به المجاهد في سبيل الله من نكبة أو غيره فإن له أجر ذَلِكَ على قدر نيته واحتسابه.

وقوله: ("هل أنت إلا إصبع .. ") إلى آخره: هو رجز موزون وقد يقع على لسانه - صلى الله عليه وسلم - مقدار البيت من الشعر أو البيتين من الرجز، كقوله - صلى الله عليه وسلم -:

"أنا النبي لا كذب … أنا ابن عبد المطلب" (٢).

فلو كان هذا شعرًا لكان خلاف قوله تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} والله يتعالى أن يقع شيء من خبره أو يوجد على خلاف ما أخبر به، وهذا من الحجاج اللازم لأهل السنة والجماعة، ويقال للملحدين: إنَّ ما وقع من كلامه الموزون في النادر من غير قصد فليس بشعر لأن ذَلِكَ غير ممتنع على أحد من العامة والباعة أن يقع له كلام موزون، فلا يكون بذلك شعرًا مثل قولهم:

اسقني في الكوز ماء يا فلان … واسرج البغل وجئني بالطعام

وقولهم: من يشتري باذنجانْ، فهذا (المقدار) (٣) ليس بشعر، والرجز ليس بشعر، ذكره القاضي أبو بكر بنُ الطيب وغيره (٤)، وقال ابن التين: هذا الشعر لابن رواحة؛ قَالَ: وقد اختلفَ (الناس في هذا


(١) "مسند أحمد" ٣/ ٣٠٧.
(٢) سيأتي قريبا برقم (٢٨٦٤) باب: من قاد دابة غيره في الحرب.
(٣) في (ص ١): القول.
(٤) حكاه عنهم ابن بطال ٥/ ١٩ - ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>