للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رابعها: أن الأنبياء يعتريهم السهو، نبه عليه ابن التين.

خامسها: قوله: ("لأطوفن") كذا روي هنا، وفي رواية أخرى: "لأطيفن" (١)، وكلاهما صحيح كما قَالَ المبرد، يقال: طاف بالشيء وأطاف به وأصله: الدوران حول الشيء، وهو (هنا) (٢) كناية عن الجماع، وهو قال على ما خص الله به أنبياءه من صحة البنية، وكمال الرجولية مع ما كانوا عليه من الجد والاجتهاد في العبادة، والعادة في مثل هذا لغيرهم الضعف عن الجماع، لكن خرق الله تعالى لهم العادة في أبدانهم، كما خرقها لهم في معجزاتهم وأحوالهم، فحصل لسليمان من الإطاقة أن يطأ في ليلة مائة امرأة ينزل في كل واحدة منهن.

وسيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطي (فيه) (٣) أكثر من ذَلِكَ قوى ثلاثين رجلاً، وفي "الطبقات": أربعين. قَالَ مجاهد: أعطي قوة أربعين رجلاً كل رجل من أهل الجنة (٤).

وقد أوضحت الكلام عليه في "الخصائص" (٥)، وكان إذا صلى الغداة دخل على نسائه فطاف عليهن بغسل واحد ثم يبيت عند التي هي ليلتها (٦)، وإن روي من حديث عائشة طوافه عليهن من غير مسيس ولا مباشرة.


(١) "صحيح مسلم" (١٦٥٤/ ٢٤).
(٢) من (ص ١).
(٣) من (ص ١).
(٤) "الطبقات الكبرى" ١/ ٣٧٤.
(٥) "غاية السول" ص ٢٠٧.
(٦) سلف برقم (٢٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>