للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفيه: جواز حمل الصبيان في الغزو كما بوب له (١).

وقوله: (يحوي لها وراءه) فالحوية: مركب يهيأ للمرأة، قاله في "العين" (٢)، فكان - صلى الله عليه وسلم - يجعل العباءة حوية، يجعلها حول سنام البعير.

وقوله: ("اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز الكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال") قَالَ الخطابي: أكثر الناس لا يفرقون بين الهم والحزن، وهما على اختلافهما في الاسم متقاربان في المعنى، إلا أن الحزن إنما يكون على أمر قد وقع، والهم إنما هو فيما يتوقع ولما يكون بعد (٣).

وقال القزاز: الهم: هو الغم والحزن. تقول: أهمني هذا الأمر أحزنني وهو مُهِم، ويحتمل أن يكون من همه المرض إذا أذابه وأنحله، مأخوذ من هم الشحم إذا أذابه، والشيء مهموم أي: مذاب، فيكون تعوذه من المرض الذي ينحل جسمه، (وضلع الدين): ثقله وغلظه، يقال: رجل ضليع إذا كان بدينًا قويًّا.

وقوله: (وكانت عروسًا) قَالَ الخليل: (رجل) (٤) عروس في رجال عرس، وامرأة عروس في نساء عرائس قَالَ: والعروس نعت يستوي فيه الرجل والمرأة ما داما في تعريسهما أياما، وأحسن ذَلِكَ أن يقال للرجل مُعرس؛ لأنه قد أعرس أي: اتخذ عروسًا، وسيأتي طرف منه في المغازي.


(١) "شرح ابن بطال" ٥/ ٨٧ - ٨٨.
(٢) "العين" ٣/ ٣١٨.
(٣) "أعلام الحديث" ٢/ ١٣٩٤.
(٤) في (ص ١): أسلفت.

<<  <  ج: ص:  >  >>