للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشرح:

أما الآية: فالقوة المذكورة فيها هو الرمي، كما أخرجه مسلم من حديث عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول وهو على المنبر: " {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: ٦٠] ألا إن القوة الرمي" ثلاثًا (١). وقال ابن المنذر أيضًا: إنه ثابت. والقوة: التقوِّي بإعداد ما يحتاج إليه من الدروع والسيوف وسائر آلات الحرب، إلا أنه لما كان الرمي أنكاها في العدو، وأنفعها على ما هو مشاهد، فسرها به وخصها بالذكر وأكدها ثلاثًا.

وفيه أيضًا من هذا الوجه مرفوعًا: "من علم الرمي ثم تركه فليس منا" (٢)، وفي رواية الحاكم "فهي نعمة كفرها". ثم قَالَ: صحيح الإسناد (٣). ولأبي داود: "إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر في الجنة، صانعه يحتسب به، والرامي به، ومنبله، فارموا واركبوا، وأن ترموا أحب إليَّ من أن تركبوا، ليس من اللهو إلا ثلاث: تأديب الرجل فرسه، وملاعبته أهله، ورميه بقوسه ونبله، ومن ترك الرمي بعدما علمه رغبة عنه فإنها نعمة تركها" أو قَالَ: "كفرها" (٤).

وللترمذي من طريق منقطعة: "ألا إن الله سيفتح عليكم الأرض، وستكفون المؤنة، فلا يعجزن أحدكم أن يلهو بسهمه" (٥).


(١) مسلم (١٩١٧) كتاب الإمارة، باب فضل الرمي والحث عليه،
(٢) مسلم (١٩١٩) كتاب الإمارة، باب فضل الرمي، من حديث عقبة بن عامر.
(٣) "المستدرك" ٢/ ٩٥.
(٤) "سنن أبي داود" (٢٥١٣) وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود" (٤٣٣).
(٥) "سنن الترمذي" (٣٠٨٣)، من طريق صالح بن كيسان، عن رجل لم يسمه، عن عقبة بن عامر، به مرفوعًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>