للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولما أمر أن يباهلهم أخذ بيد حسن وحسين وقال لفاطمة: "اتبعينا" فرجع اليهود ولم يباهلوه (١). قَالَ ابن عباس: لو خرجوا ما وجدوا أهلًا ولا ولدًا (٢).

قَالَ الخطابي: ورواية عامة المحدثين بإثبات الواو، وكان ابن عيينة يرويه بحذفها وهو الصواب، وذلك أنه إذا حذفها صار قولهم الذي قالوه بعينه مردودًا عليهم، وبإدخالها يقع الاشتراك معهم والدخول فيما قالوه؛ لأن الواو حرف العطف ولاجتماع (٣) بين الشيئين (٤).

وفي رواية يحيى، عن مالك، عن ابن دينار: "عليك" بلفظ الواحد. وقال القرطبي: الواو هنا زائدة وقيل: للاستئناف. وحذفها أحسن في المعنى، وإثباتها أصح رواية وأشهر (٥). وقَالَ أبو محمد المنذري: من فسر السام بالموت فلا تبعد الواو، ومن فسره بالسآمة فإسقاطها هو الوجه (٦).

وكان قتادة فيما حكاه ابن الجوزي يمد ألف السآمة.

وذهب عامة السلف وجماعة الفقهاء إلى أن أهل الكتاب لا يبدءون بالسلام حاشا ابن عباس وصدي بن عجلان وابن محيريز فإنهم جوزوه ابتداء، وهو وجه لبعض أصحابنا حكاه الماوردي، ولكنه قَالَ: يقول


(١) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ١٢٩ (٤١٥)، ومن طريقه الطبري في "تفسيره" ٣/ ٢٩٩ (٧١٨١) عن قتادة.
(٢) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ١٢٩ (٤١١)، ومن طريقه الطبري ٣/ ٢٩٩ (٧١٨٢).
(٣) في (ص ١): الاجتماع.
(٤) "معالم السنن" ٤/ ١٤٣.
(٥) "المفهم" ٥/ ٤٩١.
(٦) "مختصر سنن أبي داود" ٨/ ٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>