للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومما يدل على أن الحديث في النوافل ما روى معمر، عن عاصم بن أبي النجود، عن خيثمة، عن عبد الله بن عمرو قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة ثم مرض، قيل للملك الموكل به: اكتب له مثل عمله إذا كان طلقًا حَتَّى أطلقه أو أكفته إليَّ" (١) وأخرجه أحمد بلفظ: "ما من أحد من الناس يصاب ببلاء في جسده إلا أمر الله الملائكة الذين يحفظونه، يقول: اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة ما كان يعمل من خير ما كان في وثاقي" (٢)، وأخرجه الحاكم في "مستدركه" أيضًا وقال: "ما من مسلم" بدل: "ما من أحد" وقال: صحيح على شرط الشيخين (٣).

وقوله: ("إذا كان على طريقة حسنة من العبادة") لا يقال إلا في النوافل، ولا يقال ذَلِكَ لمؤدي الفرائض خاصة؛ لأن المريض والمسافر لا تسقط عنهما صلوات الفرائض، فسنة المريض الجلوس في الصلاة إن لم يطق القيام، والإيماء إن لم يطق الجلوس، وسنة المسافر القصر ولم يبق أن يكتب لهما إلا أجر النوافل، كما قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: "ما من امرئ يكون له صلاة بالليل يغلبه عنها نوم إلا كتب له أجر صلاته، وكان نومه صدقة عليه" (٤) وهذا لا إشكال فيه.


(١) "الجامع" لمعمر مع "المصنف" ١١/ ١٩٦.
(٢) "مسند أحمد" ٢/ ٢٠٣، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٢/ ٣٠٣ إسناده صحيح.
(٣) "المستدرك" ١/ ٣٤٨.
(٤) رواه النسائي ٣/ ٢٥٧، وابن ماجه (١٣٤٤)، وصححه ابن خزيمة (١١٧٢)، وابن حبان ٦/ ٣٢٣ (٢٥٨٨)، والعراقي في "تخريج الإحياء" ١/ ٣١٤، والألباني في "الإرواء" (٤٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>