للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسبب غضبه لعله علم أولئك؛ لأنهم علقوا آمالهم بعاجل الدنيا دون الآخرة، نبه عليه ابن الجوزي.

والقائل (نسألك عن هذا الأمر): الأشعريون.

وقوله: (كان الله) إلى آخره، قال سعيد بن جبير: سألت ابن عباس على أي شيء كان الماء ولم يخلق سماء ولا أرضًا. فقال: على متن الريح (١). وذلك أن الله أول ما خلق اللوح والقلم والدواة، فقال للقلم: اكتب ما يكون، فكتب ذلك في الذكر، وهو اللوح المحفوظ.

وقيل: أول ما خلق الله القلم. وقيل: الدواة، فكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، ثم خلق نون وبسط الأرض عليه فمادت، فخلق الجبال (٢).

وقرأ ابن عباس: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (١)} (٣) [القلم: ١] وكان خلق الأرض في يومين، ثم كان بين الدخان دخان، فخلق منه السماوات السبع في يومين، ثم دحى بعد ذلك الأرض وأنبت فيها أشجارها، وفجر أنهارها، وقدر معايشها، ووقت أقواتها فمادت. فقالت الملائكة: ما هي مستقرة لأهلها، فأصبحوا وقد أرست عليها الجبال، وكان ذلك كله في يومين، وذلك من قوله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} [يونس: ٣] وقوله: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت: ٩] وقوله: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (٣٠)} الآية [النازعات: ٣٠].


(١) رواه عبد الرزاق ٥/ ٩٠ (٩٠٨٩)، وفي "تفسيره" ١/ ٢٦٤ (١١٨٥)، ورواه الطبري في "التفسير" ٧/ ٦ (١٧٩٩٨) والنحاس في "معاني القرآن" ٣/ ٣٣٢، والحاكم ٢/ ٣٣٧ وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
(٢) رواه الطبري ١٢/ ١٧٥ (٣٤٥٢٨) والبغوي في "تفسيره" ٨/ ١٨٥.
(٣) "مختصر شواذ القرآن" لابن خالويه ص ١٦٠، و"زاد المسير" ٨/ ٣٢٦، و"الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٨/ ٢٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>