للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: "ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب" قال ابن العربي: كيف تليتم هذا مع قوله تعالى: {وَمَا كَانَ الله لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} [الأنفال: ٣٣].

والجواب: أن الآية قبل الحديث؛ لأنها كرامة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ودرجة رفيعة لا تحط بعد أن وقعت، فإن الله لم يعذبهم لأسلافهم لكونه في أصلابهم، ولم يعذبهم لوجوده فيهم، ولم يعذبهم وهم يستغفرون بعد ذهابه.

واستنبطت الصوفية من ذلك أن الإيمان الذي في القلوب أيضًا يمنع من تعذيب أبدانهم كما كان وجوده فيهم مانعًا منه (١).

فصل:

قوله: "نُصِرْتُ بِالصَّبَا" هي القبول التي تهب من مطلع الشمس، سميت القبول؛ لأنها تقابل باب البيت.

و"الدَّبُورِ": الغربية التي تقابل الصبا، سميت بذلك؛ لأنها تأتي من دبر الكعبة.

وقال الداودي: الصبا هي الجنوب، وهي التي تأتي عن يمين مستقبل الشمس.

قال: وقوله: ("نُصِرْتُ بِالصَّبَا") إذا قابل العدو وكانت الريح من وراء ظهره، وسميت قبولاً؛ لأنها تأتي من جهة القيام الأول.

وقال ابن فارس؛ لأنها تقابل الدبور (٢).


(١) "عارضة الأحوذي" ١٢/ ١٤٠.
(٢) "مقاييس اللغة" ص ٨٤٢ مادة (قبل).

<<  <  ج: ص:  >  >>