للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: قلت: لا) أي: ما حان، ومثله حديث الحسن: ما يأني أن يتفقهوا، أي: لم يأن لهم، ومنه قولهم: نولك أن تفعل كذا أي: حقك، وفي بعض النسخ (آنى) يقال: أنى يأني، وآن يئين. أي: حان. وفيه مقام العباس وجلالته عندهم حيث أكب عليه ونزعه منهم، وما أحسن قوله: (ويلكم تقتلون رجلاً من غفار، ومتجركم وممركم على غفار).

وقوله: (فقال: يا معشر) كذا في الأصول، وفي نسخة (يا معاشر) (١).

وقوله: (قوموا إلى هذا الصابئ) أي الذي خرج من دين إلى دين، وبذلك سمي الصابئون: لأنهم خرجوا من النصرانية إلى دين ابتدعوه (٢)،


(١) هي نسخة أبي الوقت، انظر: "اليونينية" ٤/ ١٨٣.
(٢) هذا قول ابن زيد، نبه عليه الماوردي في "تفسيره" ١/ ١٣٢ - ١٣٣.
وقال الزمخشري في "الكشاف" ١/ ١٣٧: هو من صبأ إذا خرج من الدين، وهم قوم عدلوا عن دين اليهودية والنصرانية وعبدوا الملائكة.
وفي الصابئة سبعة أقوال جمعها ابن الجوزي في "تفسيره" ١/ ٩٢.
الأول: أنهم صنف من النصارى ألين قولًا منهم.
الثاني: قوم بين اليهود والنصارى ليس لهم دين. قاله مجاهد.
الثالث: أنهم بين اليهود والنصارى. قاله ابن جبير.
الرابع: كالمجوس. قاله الحسن والحكم.
الخامس: فرقة من أهل الكتاب يقرءون الزبور. قاله أبو العالية.
السادس: قوم يصلون إلى القبلة، ويعبدون الملائكة، ويقرءون الزبور. قاله قتادة.
السابع: قوم يقولون: لا إلله إلا الله فقط وليس لهم عمل ولا كتاب ولا نبي. قاله ابن زيد. ا. هـ زاد ابن أبي حاتم في "تفسيره" ١/ ١٢٨.
ثامنًا: عن ابن أبي الزناد عن أبيه أنهم قوم مما يلي العراق وهم بكوش، يؤمنون بالأنبياء كلهم ويصلون إلى اليمن، ويصومون شهرًا ويصلون خمسًا.
قلت: وقراءتها للجمهور في القرآن بالهمز، إلا نافعًا؛ لأنها عنده مشتقة من صبا يصبو. انظر "تفسير الماوردي" ١/ ١٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>