للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقط، ثم يعودون فيحرمون المحرم، ومنه قوله تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} الآية [التوبة:٣٧].

ومعنى {لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللهُ}: ليكملوا عدد الأربعة الأشهر، يحرمون ذا القعدة وذا الحجة وصفرًا ورجبًا فيواطئوا العدة، والمواطأة: الموافقة، وقد سلف أنهم جعلوا عامين في ذي القعدة وعامين في ذي الحجة، فاستدار الزمان إلى أن رجع الحج إلى وقتها الأول، والأشهر الحرم إلى ما كانت عليه.

وقوله: ("منها أربعة حرم، ثلاث متواليات") قال ابن التين: صوابه ثلاثة: متوالية ولعله أعاد على المعنى: ثلاث مدد متواليات، فكأنه عبر عن الشهر بالمدد، قال: والأشهر فتح (قاف) (١) ذي القعدة وحاء ذي الحجة (٢) وعدهما من سنتين، وقيل: من سنة (٣). وقوله تعالى: {فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} أكثر المفسرين على أن الضمير عائد على الأربعة الحرم لا على الاثني عشر.


(١) في الأصل: باب، وهو تحريف، والمثبت هو الصواب.
(٢) قلت: حكى غير واحد أن الأشهر في ذي الحجة كسر الحاء -على عكس ما أورده المصنف- كالنووي في "شرحه" ١١/ ١٦٨، والبعلي في "المطلع" ص ١٥٤، والسيوطي في "الديباج" ٤/ ٢٨٢، بينما حُكي مثل الذي ذكر المصنف عن صاحب "المطالع" كذا ذكره البعلي في "المطلع" ص ١٦٧.
(٣) فائدة: قال النووي: اختلفوا في الأدب المستحب في كيفية عدّها، فقالت طائفة من أهل الكوفة وأهل الأدب: يقال: المحرم ورجب وذو القعدة وذو الحجة: ليكون الأربعة من سنة واحدة. وقال علماء المدينة والبصرة وجماهير العلماء: هي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب، ثلاثة سرد وواحد فرد، وهذا هو الصحيح الذي جاءت به الأحاديث الصحيحة، وعلى هذا الاستعمال أطبق الناس من الطوائف كلها. "شرح مسلم" ١١/ ١٦٨، وانظر: ١/ ١٨٢ - ١٨٣ حيث ذكر النووي أن أبا جعفر النحاس حكى ذلك في كتابه "صناعة الكتاب".

<<  <  ج: ص:  >  >>