للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذلك الوقت أو هلك لم تقبل توبته، ومن تاب بعد ذلك قبلت توبته (١).

وقال القرطبي: إنما كان طلوعها مخصوصًا بما ذكر في الحديث؛ لأنه أول تغيير هذا العالم العلوي الذي لم يشاهد فيه تغيير منذ خلقه إلى ذلك الوقت، وأما ما قبله من الايات فقد شوهد ما يقرب من نوعه، فإذا كان ذلك وطبع على كل قلب بما فيه من كفر أو إيمان أخرج الله الدابة ليعرف ما في بواطنهم من كفر أو إيمان فتسمهم ليتعارفوا بذلك، فتقول هذا لهذا: يا مؤمن، وهذا لذاك: يا كافر (٢).

وقيل: إنما لم ينفع الإيمان بعد ذلك؛ لأن بعده أول قيام الساعة، فإذا شوهد ذلك وعاش حصل الإيمان الضروري ولم ينفع الإيمان بالغيب الذي نحن مكلفونه. وقال مقاتل: {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا} يعني نفسًا كافرة، فمن كان لم يقبل منه عمله قبل ذلك فإنه لا يقبل منه بعده، ومن كان يُقْبَل قبله [قبل]، (٣) منه بعد طلوعها، وقد سلف.


(١) هذا الفصل بتمامه من "تفسير القرطبي" ٧/ ١٤٦ - ١٤٨.
(٢) "المفهم" ٧/ ٢٤٢.
(٣) زيادة يستقيم ويتضح بها السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>