للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

و"خضعانًا" (١) بمعنى الخضوع، وهو بضم الخاء مصدر خضع إلا أنه لم يصرفه وهو منصرف، وضبط في بعض النسخ بفتح الخاء. والخضوع: الانقياد والتسليم. وفيه إثبات الكلام القديم -سبحانه- وأنه مسموع.

و {فَزَعٍ} قراءة ابن عامر بفتح الفاء والزاي، والباقون بضم الفاء وكسر الزاي، أي: فزع الفزع عنها (٢).

والاستثناء في قوله: {إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ} منقطع أو {إِلَّاَ} بمعنى لكن، أو متصل، أي حفظنا السماء من الشياطين أن تسمع شيئًا من الوحي وغيره إلا من استرقه، فإنا لم نحفظها منه أن يسمعه إلا الوحي لقوله: {إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (٢١٢)} [الشعراء: ٢١٢]. وعن ابن عباس: كانت لا تحجب عن السماء، وكانوا يدخلونها، فلما ولد عيسى منعوا من ثلاث سموات، فلما ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منعوا من الكل، فما من أحد يريد أن يسترق السمع إلا رمي بشهاب، وفي رواية قال: فإذا سمع الشيطان شيئًا فإنه يلقيه إلى الكاهن في أسرع من طرفة عين، فإن لحقه الشهاب قبل أن يومئ بالكلمة إلى صاحبه فيحرقه، وما لم يدركه حتى يرمي بها إلى الذي يليه حتى يلقوها إلى الأرض، فيكذب عليها مائة كذبة، ويصدق في واحدة، ثم قيل: إن الشهاب كواكب تضيء. قال تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (٦) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (٧)} [الصافات: ٦ - ٧] وسمي شهابًا لبريقه وشبهه بالنار.


(١) ورد بهامش الأصل: ذكر فيه ابن قرقول ضم الخاء وكسرها ( … ) وحرر فيه الفتح فاعلمه.
(٢) انظر: "الحجة" للفارسي ٦/ ١٦، "الكشف" لمكي ٢/ ٢٠٥ - ٢٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>