للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فرد الله عليهم وقال: {مَّا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ} فيما يقولون: {إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ}: يكذبون (١). قيل: قوله: {مَّا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ} مردود إلى قوله: {وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا} والمعنى: أن الله لم يرد عليهم قولهم {لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ} وإنما المعنى: ما لهم بقولهم: (الملائكة بنات الرحمن) علم؛ يوضحه أن بعده: {أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ} أي: أنزلنا عليهم كتابًا فيه هذا، وقيل: معنى {مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ} أي: ما لهم عذر في هذا؛ لظنهم أن ذلك عذر فرد الله ذلك عليهم، فالرد محمول على المعنى (٢).

(ص) ({فِي عَقِبِهِ}: في وَلَدِهِ) يريد وولد ولده. قال ابن فارس: ويقال: بل كل الورثة كلهم عقب (٣).

(ص) [مقترنين] (٤) (يَمْشُونَ مَعًا) أي: متتابعين يقارن بعضهم بعضًا.

(ص) ({سَلَفًا}: قَوْمُ فِرْعَوْنَ سَلَفًا لِكُفَّارِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ) قلت: وكذا من مضى من غيرهم من الأمم، وقرئ بضم السين واللام وفتحهما (٥).

(ص) ({وَمَثَلاً}: عبرة) أي: (للآخرين): لمن يجيء بعدهم.


= الكافر لا يرضاه، وليس تقديره الكافر على الكفر رضا منه، فهو سبحانه وإن كان يريد المعاصي قدرًا فهو لا يحبها ولا يرضها ولا يأمر بها بل يبغضها وشمخطها وينهى عنها وهذا قول السلف قاطبة، فيقولون: ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. انظر "شرح الطحاوية" ١/ ٧٩.
(١) ذكره البغوي في "التفسير" ٧/ ٢٠٩.
(٢) انظر: "معاني القرآن" للنحاس ٦/ ٣٤٤ - ٣٤٥.
(٣) "مجمل اللغة" ٢/ ٦٢٠.
(٤) سقطت من الأصل.
(٥) قرأها حمزة والكسائي بضم السين واللام، وقرأها باقي السبعة بفتحهما. انظر: "الحجة" للفارسي ٦/ ١٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>