للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يصل الرجل أهل ودِّ أببه" (١) مع أنه لا محرمية، وفيه دلالة على أن قطعها كبيرة.

والعائذ: المستعيذ وهو المعتصم بالشيء، الملتجئ إليه، المستجير به.

وحقيقة الصلة العطف والرحمة، وصلة الله عباده لطفه لهم ورحمته إياهم وعطفه بإحسانه ونعمه أو صلتهم بأهل ملكوته وشرح صدورهم لمعرفته وطاعته.

ولا خلاف أن صلة الرحم واجبة في الجملة، وقطعها معصية كبيرة، والأحاديث في الباب تشهد له، ولكن الصلة درجات، بعضها أرفع من بعض، وأدناها ترك المهاجرة وصلتها بالكلام ولو بالسلام، ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة، فمنها واجب ومنها مستحب، ولو وصل بعض الصلة دون غايتها لا يسمى قاطعًا ولو قصر عما قدر عليه، وينبغي له أن يسمى واصلًا (٢).

وفي حديث آخر: "الرحم شجنة من الرحمن" (٣) وهي كما قال ابن سيده: الشعبة من الشيء وهي الرحم المشتبكة. والضم لغة فيه، وقيل: إنها الصهر (٤).

زاد صاحب "الباهر": فيها فتح الشين وكسر الجيم وأنها الرحم والقرابة المشتبكة المشبهة بغصن الشجر.


(١) رواه مسلم برقم (٢٥٥٢/ ١٣) كتاب: البر والصلة، باب: فضلة صلة أصدقاء الأب والأم، ونحوهما. من حديث ابن عمر.
(٢) "إكمال المعلم بفوائد مسلم" ٨/ ١٩ - ٢١.
(٣) سيأتي برقم (٥٩٨٨) كتاب الأدب: باب من وصل وصله الله، من حديث أبي هريرة.
(٤) "المحكم" ٧/ ١٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>