للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} [الجمعة: ٣] قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَلَمْ يُرَاجِعْهُ حَتَّى سَأَلَ ثَلَاثًا، وَفِينَا سَلْمَانُ الفَارِسِيُّ، وَضَعَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ ثُمَّ قَالَ: "لَوْ كَانَ الايمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَالٌ -أَوْ رَجُلٌ- مِنْ هؤلاء" وفي لفظ: "لناله رجال من هؤلاء".

الشرح:

هذا الحديث أخرجه مسلم أيضًا والترمذي (١) والنسائي (٢).

والثريا مؤنثة مقصورة تكتب بالألف لمكان الياء التي قبل آخرها.

وفي الآخرين أقوال: التابعون، أو العجم، أو أبناؤهم، أو كل من كان بعد الصحابة، أو كل من أسلم إلى يوم القيامة، وأحسن ما قيل فيهم -كما قال القرطبي- أنهم أبناء فارس (٣)، بدليل هذا الحديث، وقد ظهر ذلك عيانًا، فإنه ظهر فيهم الدين وكثر العلماء، وكان وجودهم كذلك دليلًا من أدلة صدقه. وله طرق في "تاريخ أصبهان" لأَبي نعيم الحافظ غير طريق أبي هريرة، أخرجه من طريق ابن مسعود وسلمان الخير الفارسي وعائشة وعلي وقيس بن سعد بن عبادة (٤).

وذكر ابن عبد البر أن الفرس من ولد لاود بن سام بن نوح. وذكر علي بن كيسان النسابة وغيره أنهم من ولد فارس بن (جابر) (٥) بن يافث بن نوح، وهو أصح ما قيل فيهم، وهم يدفعون ذلك وينكرونه ويزعمون أنهم لا يعرفون نوحًا ولا ولده، ولا الطوفان ويستقون ملكهم من حين آدم،


(١) "السنن" (٣٣١٠)، (٣٩٣٣).
(٢) "السنن الكبرى" (١١٥٩٢).
(٣) "تفسير القرطبي" ١٨/ ٩٣.
(٤) "تاريخ أصبهان" ١/ ٢ - ٩.
(٥) كذا في الأصل. وفي "تاريخ الطبري" ١/ ١٩، ٩٢، ١٢٤، ١٢٥، ١٢٦: جامر.

<<  <  ج: ص:  >  >>