للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروي نحوه أيضًا عن أبي هريرة (١)، وأنس، وللحاكم -وقال: صحيح الإسناد- عن أبي ذر مرفوعًا: "إنكم لا ترجعون إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه" يعني: القرآن (٢).

فصل:

الحديث دال على أن قراءة القرآن من أفضل أعمال البر كلها؛ لأنه لما كان من تعلم القرآن وعلمه أفضل الناس وخيرهم دل على ما قلناه؛ لأنه إنما أوجب له الخيرية والفضل من أجل القرآن، وكان له فضل التعليم جاريًا ما دام كل من علمه باقيًا.

فصل:

إن قلت أيما أفضل تعلم القرآن أو تعلم الفقه؟ قلت: الثاني أفضل. وقال ابن الجوزي: تعلم اللازم منه فرض على الأعيان، وتعلم جميعهما فرض على الكفاية إذا قام به قوم سقط الحرج عن الباقين، وقد استويا في الحالتين، فإن فرضنا الكلام فيها على قدر الواجب في حق الأعيان فالتشاغل في الفقه أفضل، وذلك راجع إلى حاجة الإنسان؛ لأن الفقه أفضل من القراءة، وإنما كان الأقرأ في زمنه - صلى الله عليه وسلم -هو الأفقه؛ فلذلك قدم القارئ في الصلاة، وقال - عليه السلام -: "خيركم". الحديث.


(١) رواه البيهقي في "الأسماء والصفات" (٥٠٩) من طريق عمر الأبح، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الأشعث، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، مرفوعًا.
قال البيهقي: تفرد به عمر الأبح وليس بالقوي. وانظر: "الضعيفة" (١٣٣٤).
(٢) "المستدرك" ١/ ٥٥٥.
وضعفه الألباني في "الضعيفة" ٤/ ٤٢٧، بعد أن كان صححه في"الصحيحة" (٩٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>