للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السماء وفي بطون الأودية شقيت نفسي وقتلت معشري، إلى الله أشكو عجري وبجري (١). أي: همومي وأحزاني، وقيل: العجر ظاهر، والبجر باطنها.

قال الشاعر:

لم يبق عندي ما يباع بدرهم … يكفيك عجر حالتي عن بجري

إلا بقايا ماء وجهٍ صنته … لأبيعه فعسى تكون المشتري

والهاء في (أذره) عائدة على الخبر أي: لطوله وكثرته إن بدأتة [لم أقدر] (٢) على إتمامه، ويعضده رواية: ولا أقدر قدره.

وفيه: تأويل آخر ذكره أحمد بن عبيد بن ناصح: أن الهاء عائدة على الزوج، وكأنها خشيت فراقه إن ذكرته (٣). وقاله الداودي أيضًا.

وعلى هذا تكون (لا) زائدة، كما في قوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ} [الأعراف: ١٢]، ويحتمل عدم زيادتها -كما ذكره القرطبي- وأنها خافت أن لا تتركه معها ممسكًا لها في صحبتها (٤)، ويحتمل -كما قال عياض- رجوع (٥) الهاء إلى الزوج تأولًا آخر، أي: إن أخبرت بشيء من عيوبه ونقائصه أفضى ذلك إلى ذكر شيء أقبح منه، وقد عاهدت صواحبها أن لا تكتم شيئًا من صفاته عنهن، فكرهت ما تعاقدت عليه معهن، وذهبت إلى ستر عيوبه لكثرتها، ولم تر أن


(١) أثر علي، رواه الخطابي في "غريب الحديث" ٢/ ١٥٦ - ١٥٧.
(٢) ساقطة من الأصول استدركناها من "بغية الرائد".
(٣) انظر: "بغية الرائد" ص ٦٠ - ٦١.
(٤) "المفهم" ٦/ ٣٣٦.
(٥) في (س): (جاز رجوع)، وضبب عليها الناسخ في (غ). وهو الصواب؛ لاكتمال المعنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>