للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يصيب لفحة المعين عند التحديق إليه كما يصيب لفح سم الأفعى من يتصل به (١).

قلت: ومذهب أهل السنة أن العين إنما تفسد وتهلك عند نظر العائن بفعل الله، أجرى العادة أن يخلق الضرر عند مقابلة هذا الشخص لشخص آخر بمشيئة الله {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ} [البقرة: ١٠٢].

فصل:

لما ذكر أبو بكر الكلاباذي حديث الحارث عن علي - رضي الله عنه - أن جبريل قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: صدق بالعين؛ فإن العين حق (قال) (٢): يجوز أن يكون معنى العين التي تجري فيها الأحكام والأمور في الخلق، وهو القضاء القديم (والقدرة السابقة) (٣)، فكأنه قال: صدق بالعين وتحقق أن الذي أصاب منها إنما هو (بقدر) (٤) الله لا أنه حدث في الوقت. فكأنه قال: صدق بالقدر.

ويجوز أن يكون الناظر إذا نظر إلى شيء فاستحسنه حتى شغل به عن ذكر الله تعالى فلم يرجع إليه ولا إلى رؤية صنيعه أحدث الله تعالى في المنظور علة، ويكون نظر الناظر سببها، فيؤاخذه الله بجنايته بنظره إليه على غفلة من ذكر الله، كأنه هو الذي فعلها به.

وهذا كالضرب من الضارب بالسيف فيحدث الله الجراحة في المضروب وهو يكون الجارح، وإن كان ذلك من فعل الله وليس بفعل


(١) "عارضة الأحوذي" ٨/ ٢١٥ - ٢١٦.
(٢) ساقطة من الأصل.
(٣) في الأصل: السابق.
(٤) في (ص ٢): بقضاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>