للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من أجله ومضى كان مصيبه -إن أصابه مكروه- من قبل مضيه لا من قبل الله، فأما من انصرف ومضى وهو في كلا حاليه معتقدا أنه لا ضار ولا نافع غير الله، وأن الأمور كلها بيده، فإنه غير معني بقوله: "لا يكتوون ولا يتطيرون".

فصل:

اختلف الناس في التوكل كما قاله الطبري، فقالت طائفة: لا يستحق اسم التوكل حتى لا يخالط قلبه خوف شيء غير الله من سبع عاد وعدو لله كافر (حتى) (١) يترك السعي على نفسه في طلب رزقه؛ لأن الله تعالى قد ضمن أرزاق العباد، والشغل بطلب المعاش شاغل عن الخدمة.

واحتجوا بما رواه فضيل، عن هشام، عن الحسن، عن عمران بن حصين رفعه: "من انقطع إلى الله كفاه الله كل مئونة، ورزقه من حيث لا يحتسب، ومن انقطع إلى الدنيا وكله الله إليها" (٢).

وبما رواه فضيل، عن عطية، عن أبي سعيد مرفوعا: "لو فر أحدكم من رزقه لأدركه كما يدركه الموت" (٣).

وقالت أخرى: حده الثقة به، والاستسلام لأمره، والإيقان بأن قضاءه عليه ماض، واتباع سنته (وسنة رسوله، ومن اتباع سنته) (٤) سعي العبد فيما لا بد له منه، ومن مطعم ومشرب وملبس؛ لقوله


(١) في (ص ٢): لا.
(٢) "معجم الطبراني الصغير" ١/ ٢٠١ (٣٢١) وقال: لم يروه عن هشام إلا الفضيل تفرد به إبراهيم بن الأشعث الخراساني.
(٣) "معجم الطبراني الصغير" ١/ ٣٦٥ (٦١١). وقال لا يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد تفرد به الحسين بن علي الصدائي.
(٤) ساقطة من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>