للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروى ابن وهب، أخبرني عمر بن محمد، عن زيد بن أسلم قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصبغ ثيابه كلها بالزعفران، حتى العمامة (١).

قال المهلب: والصفرة أبهج الألوان (إلى النفوس) (٢)، كذلك قال ابن عباس: أحسن الألوان كلها الصفرة، وتلا قوله: {صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ} [البقرة: ٦٩].

فصل:

قال الخطابي: وقد يمكن أن يستدل بلباسه - عليه السلام - النعال السبتية على أن الدباغ لا تأثير له في شعر الميتة، وأن الشعر ينجس بموت الحيوان، فكذلك اختار لباس ما لا شعر له إذ كانت النعال تكون من جلود الميتات المدبوغة والمذكيات المذبوحة (٣)، ومذهب مالك خلاف هذا، وأن الشعر لا تحل فيه الروح ولا ينجس بالموت.

فصل:

وقوله: (رأيتك لا تمس من الأركان إلا اليمانين). يريد: الركن الأسود واليماني، وهذا مذهب الفقهاء (٤)، وكان ابن الزبير يمس سائر الأركان، والأول هو القوي للاتباع، واليمانين بتخفيف الياء.


(١) لم أقف عليه بهذا الإسناد، ورأيت في "مسند أحمد" ٢/ ٩٧، عن إسحاق بن عيسى، حدثنا عبد الله بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر، وليس فيه ذكر العمامة.
(٢) من (ص ٢).
(٣) "أعلام الحديث" ٣/ ٢١٤٧.
(٤) في هامش الأصل: وهذا منقول عن معاوية وابن الزبير ولكن في حفظي أن ابن الزبير إنما فعل ذلك لما ردها على القواعد، ولو ردت على القواعد لاستلم الكل، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>