للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والتلبيد أن يجعل (الصمغ) (١) في الغسول، ثم يلطخ بها رأسه عند الإحرام؛ ليمعنه ذلك من الشعث والتقمل في الإحرام.

وروي: (تشبهوا) بالضم، والصحيح الفتح كما قاله ابن بطال، والمعنى (لا تتشبهوها) (٢)، ومن رواه بالضم أراد لا تشبهوا علينا.

والضفر أن يضفر شعره ذو الشعر الطويل؛ ليمعنه ذلك من الشعث، والتضفير مثله، ومن فعل هذا لم يجز له أن يقصر على من يراه وهو مالك؛ لأنه فعل ما يشبه التلبيد الذي أوجب الشارع فيه الحلاق؛ ولذلك رأى عمر الحِلاق على من فعل ذلك.

ومعنى: (لا تشبهوا بالتلبيد) أي: تفعلوا أفعالًا تشبه التلبيد في الانتفاع بها وهي العقص والضفر، ثم تقصرون ولا تحلقون تقولون: لم نلبد، فمن فعل فهو ملبد وعليه الحلاق (٣)، فإن لبدت المرأة قال مالك: تقصر. ومعناه أنها ممنوعة من الحلق فتقصر بعد أن تنسك وتدهن حتى يذهب التلبيد، وقول حفصة - رضي الله عنها -: (ما شأن الناس حلوا؟) يقال: حل من إحرامه وأحل بمعنى.


(١) في (ص ٢): الصبغ.
(٢) في "شرح ابن بطال" ٩/ ١٥٩: تشبهوا.
(٣) "شرح ابن بطال" ٩/ ١٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>