للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فصل:

وقوله: (ترب جبينه). قال الخطابي: الدعاء بهذا يحتمل وجهين: أحدهما: أن يخرَّ لوجهه فيصيب التراب جبينه.

والثاني: أن يكون دعاءً له بالطاعة ليُصلى فيترب جبينه، والأول أشبه؛ لأن الجبين نفسه لا يُصلى عليه.

قال أبو العباس: الجبينان: يكتنفان الجبهة من جنبيها، ومنه {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} [الصافات: ١٠٣] (١). ويحتمل ما أبداه الداودي، وهو أن هذِه كلمة تقولها العرب جرت على ألسنتهم، وهي من التراب، أي: سقط جبينه للأرض، وربما قالوا: رغم أنفه. وهو متقارب وهو الاحتمال الأول.

فصل:

قوله: ("بِئْسَ أَخُو العَشِيرَةِ" أو "بِئْسَ ابن العَشِيرَةِ"). كذا هنا وفي رواية مالك الجزم بالثاني (٢).

وفيه: أن من أظهر الجفاء وما لا يجب يجوز أن يقال ذلك في غيبته، ولا تكون غيبة إذا جاهر بذلك.

قال الخطابي: وهذا ما يجب عليه بيانه وتعريفه للناس بذلك نصيحة وشفقة عليهم، ولكن لما أعطيه من حسن الخلق أظهر له البشاشة ولم يواجهه بمكروه لتقتدي به أمته في المداراة ليسلموا من الشر والغائلة (٣).


(١) "أعلام الحديث" ٣/ ٢١٨٤.
(٢) "الموطأ" ص ٥٦٣.
(٣) "أعلام الحديث" ٣/ ٢١٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>