للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يسمى الشيء باسم ما يئول إليه؛ لأن الفتنة والاختلاط يكون عنها الموت، وكلهم ضبطه بسكون الراء (١).

وقوله: ("وَيُلْقَى الشُّحُّ") أي: البخل.

فصل:

(أفٍّ): كلمة تقال عند تكرُّه الشيء، وفيها لغات عديدة ذكر الجوهري منها تثليث الفاء مع التنوين وعدمه (٢).

فصل:

إن قلت: ما وجه قوله - عليه السلام -: "خِيَاركُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا" وهل الأخلاق مكتسبة فيتخير العبد منها أحسنها ويترك أقبحها؟ فإن كان كذلك فما وجه قوله - عليه السلام -: "اللهم كما حسنت خَلقي فحسن خُلقي" (٣) ومثله ما سأل ربه من ذلك بتحسين خلقه وأنت عالم أنه لا يحسنه غير ربه، فإذا كان الخلق فعلًا له لم يكن أيضًا محسن غيره، وفي ذلك بطلان حمد العبد عليه إن كان حسنًا، وترك ذمه إن كان سيئًا، فإن قلت ذلك كذلك قيل له: فما وجه قوله - عليه السلام -: "أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا" (٤) و"إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم" (٥) وقد علمنا أن العبد إنما يثاب على ما اكتسبه لا على ما خلق له من أعضاء جسده. قيل: قد اختلف السلف في ذلك،


(١) "أعلام الحديث" ٣/ ٢١٨٣، "مجمل اللغة" ٢/ ٩٠٤، "الصحاح" ١/ ٣٥٠.
(٢) "الصحاح" ٤/ ١٣٣١.
(٣) رواه أحمد ١/ ٤٠٣، وابن حبان ٣/ ٢٣٩ (٩٥٩) من حديث ابن مسعود.
(٤) رواه أبو داود (٤٦٨٢)، والترمذي (١١٦٢) من حديث أبي هريرة، وقال الترمذي: حسن صحيح.
(٥) رواه أحمد ٦/ ١٨٧، وابن حبان ٢/ ٢٢٨ - ٢٢٩ (٤٨٠) من حديث عائشة.

<<  <  ج: ص:  >  >>