للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إن كان في أخي ما أقول؟ قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فقد بهته".

وأخرجه أبو داود والنسائي والترمذي وقال: حسن صحيح (١)) (٢). ولم يذكر البخاري حديثًا في الغيبة، وإنما ذكر النميمة، (وإن كان حديث ابن عمر وابن عباس - رضي الله عنه - السالفين في الحج: "وأعراضكم" (٣) كاف فيه؛ لأنه أراد أنها) (٤) في معناها؛ لكراهة المرء أن يذكر عنه بظهر الغيب، فأشبهتها من هذِه الجهة.

والغيبة المحرمة عند أهل العلم في اغتياب أهل الستر من المؤمنين، ومن لا يعلن بالمعاصي، فأما من جاهر بالكبائر فلا غيبة فيه.

وروى عبد الرزاق، عن معمر، عن زيد بن أسلم قال: إنما الغيبة فيمن لم يعلن بالمعاصي (٥).

وسيأتي غيبة أهل المعاصي قريبًا في باب ما يجوز منها.

والغيبة من الذنوب العظام التي تحبط الأعمال.

وفي الحديث: أنها "تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب" (٦).


(١) مسلم (٢٥٨٩) كتاب: البر والصلة، باب: استحباب العفو، أبو داود (٤٨٧٤)، الترمذي (١٩٣٤)، النسائي في "الكبرى" ٦/ ٤٦٧ (١١٥١٨).
(٢) من (ص ٢).
(٣) حديث ابن عباس سلف برقم (١٧٣٩)، وحديث ابن عمر سلف برقم (١٧٤٢).
(٤) من (ص ٢).
(٥) "جامع معمر" ١١/ ١٧٨ (٢٠٢٥٩).
(٦) لم أجده، وإنما رواه أبو داود (٤٩٠٣) من حديث أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات .. " وضعفه الألباني في "الضعيفة" (١٩٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>