للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وصفت النصارى عيسى بما لم يكن فيه فنسبوه إلى (البنوة) (١)، فكفروا بذلك وضلوا. فأما وصفه بما فضله الله به وشرفه فحق واجب على كل من بعثه الله إليه من خلقه، وذلك كوصفه - عليه السلام - نفسه بما وصفها فقال: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأنا أول من تنشق عنه الأرض" (٢).

وفي هذا من الفقه: أن من رفع أمرأ فوق حقه، وتجاوز به مقداره بما ليس فيه فمتعدٍّ آثم؛ لأن ذَلِكَ لو جاز في أحد لكان أولى الخلق به نبينا عليه الصلاة والسلام، ولكن الواجب أن يقصر كل أحد على ما أعطاه الله من منزلةٍ، ولا يعدى به إلى غيرها من غير قطع عليها، ألا ترى قوله - عليه السلام - في حديث الباب: "إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ مَادِحًا أخاه" الحديث.


(١) في (ص ٢): (الربوبية).
(٢) رواه مسلم (٢٢٧٨) كتاب: الفضائل، باب: تفضيل نبينا - صلى الله عليه وسلم - على جميع الخلائق، وأبو داود (٤٦٧٣) من حديث أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>