للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ في قصة الاستسقاء "اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا" وفيه: فَضَحِكَ.

ومحمد بن محبوب هذا هو محمد بن الحسن، ولقب الحسن: محبوب بن هلال بن أبي زينب أبو جعفر، وقيل: أبو عبد الله القرشي البُناني البصري، روى عنه (البخاري وأبو داود) (١)، مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين (ويقال: سنة اثنين وعشرين) (٢)، وروى [النسائي] (٣) عن رجل عنه (٤).

فإن قلت: إن حديث النواجذ خلاف ما حكته عائشة أنها لم تره مستجمعًا ضاحكًا حتَّى تبدو لهواته، ولا تبدو النواجذ -على ما قال أبو هريرة- إلا عند الاستغراق في الضحك وظهور اللهوات. قيل: ليس هذا بخلاف؛ لأن أبا هريرة شهد ما لم تشهد عائشة وأثبت ما ليس في خبرها والمثبت أولى، وذلك زيادة يجب الأخذ بها. وليس في قول عائشة قطع منها أنه لم يضحك قط حتَّى تبدو (لهواته) (٥) في وقت من الأوقات. وإنما أخبرت بما رأت، كما أخبر أبو هريرة بما رأى، وذلك إخبار عن وقتين مختلفين.

ووجه تأويل هذِه الآثار -والله أعلم- أنه كان - عليه السلام - في أكثر أحواله يتبسم، وكان أيضًا يضحك في أحوال أخر ضحكًا أعلى من التبسم، وأقل من الاستغراق الذي تبدو فيه اللهوات هذا كان شأنه - عليه السلام -،


(١) وقع في (ص ٢): (أبو داود والترمذي).
(٢) في (ص ٢).
(٣) مثبتة من هامش الأصل حيث كتب: سقط النسائي، فليحرر.
(٤) انظر: "تهذيب الكمال" ٢٦/ ٣٧٠ (٥٥٨٢).
(٥) في (ص ٢): (نواجذه).

<<  <  ج: ص:  >  >>