للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولهذا المعنى قال - عليه السلام -: "كبر الكبر" فأمر أن يبدأ الأكبر بالكلام، فكان ذَلِكَ سنة. إلا أنه دل معنى حديث ابن عمر أن معنى ذَلِكَ ليس على العموم وأنه إنما ينبغي أن يبدأ بالأكبر فيما يستوي في علم الصغير والكبير، فأما إذا علم الصغير ما يجهل الكبير فإنه ينبغي لمن كان عنده علم أن يذكره وينزع به وإن كان صغيرًا، ولا يعد ذَلِكَ منه سوء أدب ولا تنقصًا لحق الكبير في المتقدم عليه؛ لأنه - عليه السلام - حين سأل أصحابه عن الشجرة التي شبهها بالمؤمن- وفيهم ابن عمر وغيره ممن كان دونه في السن- لم يوقف الجواب على الكبار فيهم خاصة، وإنما سأل جماعتهم ليجيب كلٌ بما علم، وعلى ذَلِكَ دل قول عمر لابنه: لو كنت قلتها كان أحب إليَّ من كذا وكذا؛ لأن عمر لا يحب ما يخالف أدب الإسلام وسننه. وقد كان يسأل ابن عباس وهو صبي (١) مع المشيخة، وقد كان ذَلِكَ معدودًا في فضائله. وقد تقدم هذا المعنى في باب: الحياء في العلم من كتاب: العلم (٢).

فصل:

قوله: ("الكُبر") بضم الكاف، قال الجوهري: قولهم هو كبر قومه أي: هو أقعدهم في النسب، قال: وفي الحديث: الولاء للكبر (٣). وهو أن يموت ويترك ابنا وابن ابن، فالولاء للابن دون ابن الابن.


(١) ورد بهامش الأصل: لما كان عمر خليفة كان ابن عباس كبيرًا، وقد كان عمره لما توفي - صلى الله عليه وسلم - ثلاث عشرة ودخل في أربع عشرة على الصحيح من أقوال العلماء. وبعدها خلافة الصديق سنتين وكسر، ثم عمر فكان شابًا، ولكن يتأتى كلام شيخنا على قول مرجوح.
(٢) في حديث رقم (١٣١).
(٣) رواه عبد الرزاق في "المصنف" ٩/ ٣٠، وابن أبي شيبة ٦/ ٢٩٧ - ١٩٨، والدارمي ٤/ ١٩٦٦ - ١٩٦٩ عن عمر، وعلي، وزيد، وابن مسعود موقوفًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>