للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الطبري: لا يجوز الاحتجاج به، وذلك أن أبا العدبس وأبا مرزوق غير معروفين، مع اضطراب من ناقليه في سنده، فمن قائل فيه: عن أبي العدبس عن أبي أمامة.

قال: فإن ظن ظان أن حديث عبد الله بن بريدة أن أباه دخل على معاوية فأخبره أنه - عليه السلام - قال: "من أحب أن يتمثل له الرجال قيامًا وجبت له النار" (١)، حجة لمن أنكر القيام للسادة، فقد ظن غير الصواب وذلك أن هذا الخبر إنما يبنى عن نهي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للذي يقام له بالسرور بما يفعل له من ذلك، لا عن نهيه القائم عن القيام (٢). وهو خلاف قول مالك فإنه قال: يكره للرجل أن يقوم (للرجل) (٣) له الفضل والفقه، فيجلسه في مجلسه (٤).

وقد روى حماد بن زيد عن ابن عون قال: كان المهلب بن أبي صفرة يمر بنا -ونحن غلمان- في الكتاب فنقوم، ويقوم الناس سماطين (٥).

وقال ابن قتيبة: معنى حديث معاوية وبريدة: من أراد أن يتمثل الرجال على رأسه كما يقام بين يدي الملوك والأمراء. وليس قيام الرجل لأخيه إذا سلم عليه من هذا في شيء؛ لقوله: "من سره أن يقوم له الرجال صفونًا".

والصافن: هو الذي أطال القيام، فاحتاج لطول قيامه أن يرفع إحدى رجليه ليستريح، وكذلك الصافن من الدواب.


(١) رواه الطبري في "تهذيب الآثار" (٨٣٨).
(٢) انتهى كلام الطبري من "تهذيب الآثار" السفر الأول ص ٥٦٧ - ٥٦٩ بتصرف.
(٣) من (ص ٢).
(٤) "الذخيرة" ١٣/ ٢٩٩.
(٥) رواه الطبري في "تهذيب الآثار" (٨٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>