للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الميم، والمقصود: النوم على طهارة، فإن كان على طهارة كفاه، وفائدته: مخافة أن يموت في ليلته فيموت على طهارة؛ لأنه أصدق لرؤياه، وأبعد من لعب الشيطان به في منامه، وترويعه إياه.

وقد بين ابن عباس معنى المييت على طهارة، فيما ذكره عبد الرزاق، عن أبي بكر بن عيَّاش، قال: أخبرني أبو يحيى أنه سمع مجاهدًا يقول: قال لي ابن عباس: لا تنامَنَّ إلا على وضوء؛ فإن الأرواح تبعث على ما قبضت عليه (١).

وهذا معنى قوله: "فإن مت مت على الفطرة".

وذكر عن الأعمش أنه قال: ثم تيمم بالجدار، فقيل له في ذلك، فقال: (إني) (٢) أخاف أن يدركني الموت، قبل أن أتوضأ (٣).

وعن الحكم بن عتيبة أنه سأله رجل: أينام الرجل على غير وضوء؟ قال: يكره ذلك، وإنا لنفعله (٤).

وروى معمر، عن سعيد الجُريري، عن أبي السليل، عن أبي توبة العجلي، قال: من أوى إلى فراشه طاهرًا أو نام ذاكرًا، كان فراشه مسجدًا، وكان في صلاة أو ذكر، حتى يستيقظ (٥).

وقال طاوس: من بات على طُهرٍ وذِكرٍ، كان فراشه له مسجدًا حتى يصبح. ومثل هذا لا يدرك بالرأي، وإنما يؤخذ بالتوقيف.


(١) "مصنف عبد الرزاق" ١١/ ٣٩ (١٩٨٤٤).
(٢) من (ص ٢).
(٣) "مصنف عبد الرزاق" ١١/ ٣٨ (١٩٨٤٣).
(٤) "مصنف عبد الرزاق" ١١/ ٣٨ (١٩٨٤٢).
(٥) "مصنف عبد الرزاق" ١١/ ٣٧ (١٩٨٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>