للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكلها أمثال ضربها الشارع لأمته؛ لينبههم بها على استشعار الحذر خوف التورط في محارم الله والوقوع في معاصيه، ومثل ذلك لهم بما عاينوه وشاهدوه من أمور الدنيا، فيقرب ذلك من إفهامهم، ويكون أبلغ في موعظتهم، فمثل - عليه السلام - اتباع الشهوات المؤدية إلى النار بوقوع الفراش في النار؛ لأن الفراش من شأنه إتباع (حر) (١) النار حتى يقع فيها.

فكذلك متبع شهوته يئول به ذلك إلى عذاب النار، وشبه جهل راكب الشهوات بجهل الفراش؛ لأنها لا تظن أن النار تحرقها حتى تقتحم فيها.

فصل:

و ("العريان"): رجل من خثعم حمل عليه رجل يوم ذي الخلصة.

قال ابن السكيت: هو عوف بن عامر، فقطع يده ويد امرأته (٢)، فرجع إلى قومه، فضرب - عليه السلام - المثل لأمته؛ لأنه تجرد لإنذارهم لما يصير إليه من اتبعه من كرامة [الله] (٣)، وبما يصير إليه من عصاه من نقمته وعذابه، يجرد من رأى من الحقيقة ما رأى النذير العريان المذكور حتى ضرب به المثل في تحقيق الخبر، ولم يذكر ابن بطال غيره (٤).

وزعم ابن الكلبي أن النذير العريان هي امرأة رقبة بن عامر بن كعب لما خشي زوجها ابن المنذر بن ماء السماء لقتله أولاد أبي دواد جار


(١) في (ص ٢): (ضوء).
(٢) "إصلاح المنطق" لابن السكيت ص ٣٢٣.
(٣) ليست في الأصل، والمثبت من "شرح ابن بطال".
(٤) "شرح ابن بطال" ١/ ١٩٤ - ١٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>