للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

البصري عن رجل رأى رأي الخوارج فقال: العمل أملك بالناس من الرأي، إنما يجازي الله تعالى الناس بالأعمال.

قال الطبري: وهذا الذي قاله الحسن إنما هو فيما كان من رأي لا يخرج صاحبه من ملة الإسلام، فأما الذي يخرج فإن الله تعالى أخبر أنه يحبط عمل صاحبه (١).

فصل:

أسلفنا سبب تسميتهم خوارج، وأن سببه قوله - عليه السلام -: "سيخرج في آخر الزمان" وأول خارج خرج أهل النهروان، خرجوا على علي - رضي الله عنه - حين حكم الحكمين بينه وبين معاوية، وقالوا: لا حكم إلا لله، فقال علي - رضي الله عنه - كلمة حق أريد بها باطل. وشهدوا على علي بالكفر، وقالوا له: شككت في أمرك، وخلعت نفسك من الخلافة، وتركت قتال أهل البغي، فإن تبت رجعنا إليك، فناشدهم الله، واحتج عليهم ابن عباس بأن الله تعالى حكم في الصيد وفي رجل وامرأة، والحكم في الله فلم يبعها، ورد مدبرها أفضل، فقال ابن الكواء: (قتلهم) (٢) الله، إنهم قوم خصمون.

فصل:

وأما قوله: "يمرقون من الدين" فالمروق عند أهل اللغة: الخروج، يقال: مرق من الدين مروقًا خرج ببدعة أو ضلالة، ومرق السهم من الغرض: إذا أصابه ثم نفذه، ومنه قيل للمرق: مرق لخروجه، ومرق السهم من الرمية، أي: المرمية، فعيلة بمعنى مفعولة، وجمهور


(١) انظر: ابن بطال ٨/ ٥٨٥.
(٢) كذا في الأصل، وورد في الهامش: لعله أخبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>