للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لعمر - رضي الله عنهما -: أمهل حتى تأتي المدينة فتخلص بأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وقال ابن بطال: اختلف أهل العلم فيما هم فيه أهل المدينة حجة علي غيرهم من الأمصار، فكان الأبهري (١) يقول: أهل المدينة حجة على غيرهم من طريق الاستنباط، ثم رجع فقال: قولهم من طريق النقل أولى من طريق غيرهم، وهم وغيرهم سواء في الاجتهاد، وهذا قول الشافعي (٢).

وذهب أبو بكر بن الطيب (٣) إلي أن قولهم أولى من طريق الاجتهاد والنقل جميعًا، وذهب أصحاب أبي حنيفة إلى أنهم ليسوا حجة على غيرهم لا من طريق النقل ولا من طريق الاجتهاد (٤)، واحتج من قال: هم أولى بالاجتهاد من غيرهم؛ لأنهم شاهدوا التنزيل وأقاويل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعرفوا معاني خطابه وفحوي كلامه، فلذلك هم أولى من غيرهم بالاستنباط.


(١) هو: محمد بن عبد الله، أبو بكر الأبهري ولد ٢٨٩ هـ، وتوفي ٣٧٥ هـ كان إمام أصحابه في وقته، حَدَّث عنه الدارقطني، والباقلاني، وابن نصر، وله تصانيف في شرح مذهب مالك. انظر: "تاريخ بغداد" ٥/ ٤٦٢، " الوافي بالوفيات" ٣/ ٣٠٨، "الديباج" ص (٢٥٥).
(٢) انظر قول الشافعي: "الرسالة" ص ٥٣٣ - ٥٣٤.
(٣) محمد بن الطيب بن محمد، أبو بكر الباقلاني، كان مالكي المذهب، أشعري العقيدة، متكلمًا فيها، وكان أعرف الناس وأحسنهم خاطرًا وأجودهم لسانًا له التصانيف الكثيرة في الرد على المخالفين من الرافضة والمعتزلة والجهمية .. وغيرهم. انظر: "تاريخ بغداد" ٥/ ٣٧٩، "شذرات الذهب" ٣/ ١٦٨.
(٤) انظر: "الفصول في الأصول" ٣/ ٣٢١ - ٣٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>