للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حتى احتوى بيتُك المُهَيمنُ مِن … خِندَف علياء تحتَها النُّطُقِ (١)

إنما أراد: حتى احتويت أنت، ثم أقام البيت أي: يا أمين، وهو كان اسمه (٢).

قال عياض: قد سمى الله نبينا أمينًا فقال: {مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (٢١)} [التكوير: ٢١]، وسماه العباس مهيمنًا.

فصل:

معنى منعه - عليه السلام - من قوله: السلام قد بينه بقوله: "إنَّ الله هو السلام". ويستحيل أن يقال السلام على الله؛ لاستحالة القول: الله على الله، وعلى قول من جعل السلام بمعنى السلامة، يستحيل أيضًا أن يدعى له تعالى بالسلامة.

فصل:

وقوله: "التحيات لله .. " إلى آخره هو صرف منه - عليه السلام - لهم عما يستحيل الكلام به إلا ما يحسن، وجمل لما في ذلك من الإقرار لله تعالى بملك


(١) البيت في "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٨٠٠، "اللسان" ٨/ ٤٧٠٥ (همن).
(٢) قال في "لسان العرب" مادة (همن): معناه حتى احتويتَ يا مُهَيْمِنُ من خِنْدِفَ علياء يريد به النبي - صلى الله عليه وسلم - فأَقام البيت مقامه؛ لأَن البيت إذا حَلَّ بهذا المكان فقد حَلَّ به صاحبُه، قال الأَزهرى: وأَراد ببيته شَرَفَه والمهيمن من نعته كأَنه قال حتى احْتَوى شَرَفُك الشاهدُ على فضلك علياءَ الشَّرَفِ من نسب ذوي خِنْدِف أَي ذِرْوَةَ الشَّرَف من نسبهم التي تحتها النُّطُقُ وهي أَوساطُ الجبال العالية، جعل خِنْدِفَ نُطُقًا. قال ابن بري في تفسير قوله: بيتُك المهيمنُ. قال: أَي بيتُك الشاهدُ بشرفك وقيل أَراد بالبيت نفسه لأَن البيت إذا حَلَّ فقد حلَّ به صاحبه، وفي حديث عكرمة كان عليّ - عليه السلام - أَعْلَم بالمُهَيْمِناتِ أَي القَضايا من الهَيْمنَة وهي القيام على الشيء، جعل الفعل لها وهو لأَربابها القوّامين بالأُمور. وروي عن عمر أَنه قال يومًا: إنِّي داع فَهَيْمِنُوا، أَي إني أَدْعُو الله فأَمِّنُوا، قلب أَحد حرفي التشديد في أَمِّنُوا ياء فصار أَيْمِنُوا، ثم قلب الهمزة هاء وأحدى الميمين ياء، فقال: هَيْمِنُوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>