للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعن بعضهم مدبرهما ومدبر ما فيهما (١)، وتقديره: الله نور السموات.

وقوله: "قيم السَّمواتِ والأرض"يجوز أن يكون بمعنى العالم بمعلوماته، فيكون صفة ذات، وأن يكون بمعنى الحفظ لمخلوقاته والحفظ والرزق للحي منها فيكون صفة فعل، وقد سلف الحديث بأبسط من هذا.


= ويدل على صحة ما قال شيخنا في معنى حديث أبي ذر- رضي الله عنه -: قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الآخر: "حجابه النور" فهذا النور -والله أعلم- النور المذكور في حديث أبي ذر - رضي الله عنه -: "رأيت نورًا". انتهى كلام ابن القيم -رحمه الله-.
ويبيِّن ما قاله ابن القيم من أنَّه نور السموات والأرض بهذِه الاعتبارات كلها ما قاله العلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي في "تفسير" للآية: {اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} الحسي والمعنوي، وذلك أنه تعالى بذاته نور، وحجابه نور الذي لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه، وبه استنار العرش والكرسي والشمس والقمر والنور، وبه استنارت الجنَّة. وكذلك المعنوي يرجع إلى الله، فكتابه نور، وشرعه نور، والإيمان والمعرفة في قلوب رسله وعباده المؤمنين نور. فلولا نوره تعالى لتراكمت الظلمات، ولهذا كل محل يفقد نوره فثمَّ الظلمة.
(١) رواه الطبري ٩/ ٣٢٠ - ٣٢١ (٢٦٠٨٧) عن ابن عباس ومجاهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>