للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فصل:

وحديث ابن عمر - رضي الله عنهما -: "إنما بقاؤكم … " إلى آخره خرج مخرج العموم وأريد من الخصوص، أريد به اليهود والنصارى.

قال الداودي: وفي هذا الحديث بعض الوهم وهو قوله: "فعملوا بها حتى انتصف النهار تم عجزوا فأعطوا قيراطًا قيراطًا" قوله: "فعجروا". هو وهم من بعض الرواة؛ لأن من عجز لم يعط شيئًا، وإنما أعطي منهم من كان على الإسلام، وليس أولئك بالعاجزين، فضرب بأولئك المثل أنهم استعملوا إلى صلاة الظهر، وأخذوا قيراطًا قيراطًا، وأن الذين عجزوا قالوا في موضع آخر: قالوا: "لا حاجة لنا" (١) فأولئك لم يعطوا شيئًا، وهم كفرة أهل الكتاب استعمل اليهود النهار كله على قيراط، فلما كان الظهر ملوا، فقالوا: لا حاجة لنا، واستعمل النصارى إلى الليل، فلما كان العصر قالوا: لا حاجة لنا في الأجر فاستعمل المسلمون من العصر إلى المغرب على قيراطين قيراطين، وضرب غروب الشمس مثلًا لقيام الساعة، فرضوا فأعطوا قيراطين، فذهبوا بالأجر كله وحرم من كفر.

فصل:

استدل ابن جرير بهذا الحديث على ما بقي من الدنيا بأنه نصف سبعها، فقال: مثلكم ومثل ما خلا من الأمم، وسكت عن ذكر اليهود والنصارى ثم قال: وما قدر ما بقي من النهار من آخر صلاة العصر إلى الغروب قدر نصف سبع النهار (٢).


(١) سلف برقمي (٥٥٨، ٢٢٧١) من حديث أبي موسى.
(٢) انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري ١/ ١٥ - ١٨ بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>