للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قَالَ ابن حبان: حكى أنس هذا الفعل منه في أول قدومه المدينة، حيث كان تحته تسع نسوة؛ لأن هذا الفعل كان منه مرارًا لا مرة واحدة (١).

ولا نعلم أنه تزوج نساءه كلهن في وقت واحد، ولا يستقيم هذا إلا في آخر أمره، حيث اجتمع عنده تسع نسوة وجاريتان، ولا نعلم أنه اجتمع عنده إحدى عشرة امرأة بالتزويج، فإنه تزوج بإحدى عشرة، أولهن خديجة، ولم يتزوج عليها حتى ماتت. ووقع في "شرح ابن بطال" أنه - صلى الله عليه وسلم - لا يحل له من الحرائر غير تسع (٢).

والأصح عندنا أنه يحل له ما شاء من غير حصر.

سابعها:

قول أنس: (كُنَّا نتَحَدَّثُ أَنَّهُ أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلَاثِينَ). كذا جاء هنا، وفي "صحيح الإسماعيلي" من حديث أبي يعلى، عن أبي موسى، عن معاذ: قوة أربعين. وفي "الحلية" لأبي نعيم، عن مجاهد: أعطي قوة أربعين رجلًا كل رجل من رجال أهل الجنة (٣).

وذكر ابن العربي أنه كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - القوة الظاهرة على الخلق في الوطء، كما في هذا الحديث، وكان له في الأكل القناعة؛ ليجمع الله


(١) ذكره ابن حبان في "صحيحه" ٤/ ١٠ - ١١.
(٢) "شرح ابن بطال" ١/ ٣٨٢.
(٣) لم أقف عليه في "الحلية" عن مجاهد، غير أن الحافظ عزاه في "الفتح" ١/ ٣٧٨ لأبي نعيم في "صفة الجنة". وهو في "الطبقات" ١/ ٣٧٤، والذي في "الحلية" ٨/ ٣٧٦ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أتاني جبريل بقدر يقال له الكفيت، فأكلت منها أكلة فأعطيت قوة أربعين رجلًا في الجماع". وقال أبو نعيم: غريب، وقال الألباني عنه في "الضعيفة": باطل.