للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رابعها:

("بينا") سلف الكلام عليها في الحديث الرابع من باب بدء الوحي.

وقوله: ("عريانًا") هو مصروف؛ لأنه فُعلان بالضم بخلاف فَعلان إذا كانت الألف والنون زائدتين مثل حمران وسكران.

("والجراد") جمع جرادة، والجرادة تقع على الذكر والأنثى، قاله الجوهري (١). وليس الجراد تذكيرًا للجرادة، إنما هو اسم جنس كالبقر والبقرة، فحق مذكره ألا يكون مؤنثه من لفظه؛ لئلا يلتبس الواحد المذكر بالجمع، وقيل: الجراد الذكر، والجرادة الأنثى، حكاه ابن سيده (٢).

سميّ جرادًا؛ لأنه يجرد الأرض فيأكل ما عليها، وله قبل أسماء أن يصير جرادًا، ذكرها ابن سيده (٣) وغيره. وفي رواية للبخاري في كتاب التوحيد "رجل جراد" (٤)، أي: جماعة من جراد. والرِّجل -بالكسر- الجراد الكثير، وهو من أسماء الجماعات التي لا واحد لها من لفظها، يقال: رِجل من جرادٍ، وسرب من ظباء، وخبط من نعام، وعانة من الحمير.

وقوله: ("فَجَعَلَ يَحْتَثِي فِي ثَوْبِهِ") ذكر أهل اللغة أن الحثية باليدين جميعًا، قَالَ ابن سيده: الحثي: ما رفعت به يديك، يقال: حثى يحثي ويحثو، والياء أعلى (٥)، وزعم ابن قرقول أنه يكون باليد الواحدة أيضًا.


(١) "الصحاح" ٢/ ٤٥٦.
(٢) "المحكم" ٧/ ٢٢٣ مادة: جرد.
(٣) "المخصص" ٢/ ٣٥١.
(٤) سيأتي برقم (٧٤٩٣) كتاب: التوحيد، باب: قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللهِ}.
(٥) "المحكم" ٣/ ٣٣١ - ٣٣٢، ٣٨٤.