للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الرابع:

أخذ السهيلي (١) من هذا جواز تحلية المصحف (٢).

الخامس:

قوله: ("مُمْتَلِئٍ") هو عَلَى معنى الطست، وهو الإناء، لا عَلَى لفظها، فإنها مؤنثة، وقال ابن دحية: قد تؤنث؛ لأنه يقال في تصغيرها طسيسة.

السادس:

إن قلتَ: كيف مُلئ (٣) الطست وليس بجسم؟ (٤)

قلتُ: هذا ضرب مثل ليكتشف بالمحسوس ما هو معقول، كما نبه عليه ابن الجوزي.

وقال النووي: معناه -والله أعلم- أن الطست كان فيها شيء يحصل

به كمال الإيمان والحكمة وزيادة لهذا فسمي إيمانًا وحكمة (٥) سببًا لهما.

قَالَ: والحكمة فيها أقوال كثيرة مضطربة، وقد صفي لنا منها أنها: عبارة عن العلم المتصف بالأحكام المشتملة عَلَى المعرفة بالله تعالى، المصحوب بنفاذ البصيرة، وتهذيب النفس، وتحقيق الحق والعمل به، والصد عن اتباع الهوى والباطل، والحكيم من له ذَلِكَ كله (٦).


(١) ورد بهامش الأصل ما نصه: نقله السهيلي في "روضه" عن بعض الفقهاء واستحسنه ..
(٢) "الروض الأنف" ١/ ١٩١.
(٣) ورد بهامش الأصل ما نصه: يعني بالحكمة والإيمان.
(٤) "صحيح مسلم بشرح النووي " ٢/ ٢١٨.
(٥) "شرح مسلم" ٢/ ٢١٨.
(٦) "صحيح مسلم بشرح النووي" ٢/ ٣٣.