للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"انظري كلامك النجار يعمل لي أعوادا" (١) وفيه: أن امرأة، قالت له ذلك فلعلها ابتدأت بذلك ثم أرسل وكان ثلاث درجات، ومن قال كان درجتين أسقط موضع المقام.

سادسها:

فيه دلالة على ما ترجم له وهو الصلاة على المنبر، وقد علل صلاته عليه وارتفاعه على المأمومين بالإتباع له والتعليم فإذا ارتفع الإمام على المأموم فهو مكروه إلا لحاجة كمثل هذا فيستحب، وبه قال الشافعي وأحمد (٢) كما حكاه البخاري والليث، وعن مالك المنع والأوزاعي أيضًا (٣)، وحكي أيضًا عن أبي حنيفة كما ذكره ابن حزم لكن المعروف عنه الكراهة، وإجازته في مقدار قامة فأقل، وأجاز مالك في الارتفاع اليسير، وعلل المنع بأنه يفعل على وجه الكبر، والشارع معصوم منه (٤).

سابعها:

القهقرى: المشي إلى خلف، وأصلها مصدر قهقر، وفي نصبها مذاهب، وقد أوضحتها مع فوائد هذا الحديث في "شرح العمدة" فراجعه منه (٥)، ورجوعه القهقرى خوف الاستدبار، وهو عمل يسير؛ لأنه مشي خطوتين.


(١) مسلم (٥٤٤) كتاب: المساجد، باب: جواز الخطوة والخطوتين في الصلاة.
(٢) "الأم" ١/ ١٥٢، "المحرر" ١/ ١٢٣، "النكت والفوائد السنية" ١/ ١٢٣.
(٣) انظر: "المدونة" ١/ ٨٢، "المغني" ٣/ ٤٧.
(٤) "المحلى" ٤/ ٨٤ - ٨٦، وانظر: "المبسوط" ١/ ٣٩ - ٤٠، "بدائع الصنائع" ١/ ١٤٦، "التاج والإكليل" ٢/ ٤٥٤.
(٥) "الإعلام بفوائد عمدة الأحكام" ٤/ ١١٩.