للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هل أنت إلا إصبع دميت … وفي سبيل الله ما لقيت (١)

فلو كان شعرا لم يجر على لسانه، وكذا المنهوك، وهو قوله:

أنا النبي لا كذب … أنا ابن عبد المطلب (٢)

فإن يكن هذا صُنع له فقد جرى على لسانه، وقد قيل: معنى قوله تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ} أي: صنيعه، وهي الآية التي له، فأما أن يحفظ ما قال الناس فليس بممتنع عليه (٣).

خاتمة: من جملة تراجم البخاري على هذا الحديث باب: إذا وقف جماعة أرضا مشاعا فهو جائز (٤)، وقد أسلفنا أنه - صلى الله عليه وسلم - اشتراه.

يقول ابن بطال: حجة من أجاز وقف المشاع بعد أن نقل أنه قول مالك، وأبي يوسف، والشافعي، خلافا لمحمد بن الحسن؛ بناء على أصلهم في الامتناع من إجازة المشاع أن بني النجار جعلوا حائطهم وقفا، وأجازه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان ذلك وقفا لمشاع عجيب منه (٥).


(١) سيأتي من حديث جندب بن سفيان برقم (٢٨٠٢) كتاب: الجهاد والسير، باب: عن ينكب أو يطعن في سبيل الله، ورواه مسلم (١٧٩٦) كتاب: الجهاد والسير، باب: ما لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - من أذى المشركين.
(٢) سيأتي من حديث البراء برقم (٢٨٦٤) كتاب: الجهاد والسير، باب: من قاد دابة غيره في الحرب، ورواه مسلم (١٧٧٦) كتاب: الجهاد والسير، باب: في غزوة حنين.
(٣) "تفسير القرطبي" ١٥/ ٥٢ - ٥٣ بتصرف بالغ.
(٤) سيأتي في كتاب: الوصايا، برقم (٢٧٧١).
(٥) "شرح ابن بطال" ٨/ ١٩١.